من كانت له بدايات محرقة.. كانت له نهايات مشرقة.
هذه المقولة تنطبق تماماً على شخصيتنا التي بين أيدينا مالكوم إكس، وتحيط به إحاطة السوار بالمعصم، والقلادة بالعنق، ونقول هذا الكلام لأن مالكوم رحمه الله، كان من أكثر العلامات الفارقة والمؤثرة التي تركت بصمتها القوية في الولايات المتحدة الأمريكية في القرن العشرين، وذلك لسلسلة من الأسباب والمحطات التي عصفت بحياة مالكوم إكس، مروراً بمرحلة الطفولة حيث لاحظ معاناة الزنوج من التمييز العنصري في حقهم من قبل البيض، وكان والده من دعاة الحرية ورفض التمييز العنصري ولم تشفع له ديانته النصرانية، فقد اغتيل من قبل العنصريين البيض وقدم حياته قرباناً على مذبح الحرية والمساواة في الإنسانية.
ومحطة أخرى جعلت مالكوم يترك مقاعد الدراسة وينحرف بسلوكه، وهو أن مدرس اللغة الإنكليزية قد سأله سؤالاً من خلال استبيان لمعرفة رغبات طلابه فيما سيكونون في المستقبل، وحيث أجاب مالكوم مدرسه أنه يرغب بأن يكون محامياً، فأجابه مدرسه: كونك زنجياً فلا يليق بك أكثر من أن تكون نجاراً، قال المدرس ذلك بالرغم من إعجابه بذكاء واجتهاد مالكوم، فهذا السلوك العنصري جعل مالكوم يترك المدرسة، ويلجأ إلى المخدرات بيعاً وشراءً وتعاطياً.
ثم يزداد انحرافاً متجهاً إلى السرقة والسطو المسلح بعد أن تعلم استخدام السلاح، ما انتهى به إلى السجن... وهناك كانت نقطة البداية.