الملخص
النسق الموضوعي الذي انساقت معه الدراسة في بعدها التخصصي أخذ بالاعتبار أصلها المفاهيمي وهو الإصلاح في سياق جامع ونطاق بحث هو القرآن، الذي لا يمكن إدراك حدوده ولكن يمكن إدراك هداياته وبصائره، وقد أخذت قضية الإصلاح في سياقها الخاص الذي تعرضت له الدراسة وهو التفسير أبعاداً متعددة، راعت هذا المقصد وهذه الغاية، ولم تقف عندها فحسب بل كذلك انساقت مع ما يثيره الواقع الإسلامي من إشكاليات مرتبطة بالبنية الإسلامية بمختلف تجلياتها في الظاهرة الإنسانية، وقد خصصت الدراسة لبحث قضية الإصلاح التفسيري في بعد جغرافي خاص في البنية الإسلامية، وهو الغرب الإسلامي في وسطه وأقصاه وخصص القرنين الهجريين الأخيرين ليكونا مجال دراسته، فتحققت بذلك خصوصية البحث زماناً ومكاناً موضوعا ًونطاقاً.
وكان للسياق الذي انداحت معه الدراسة في بعدها المكاني والزماني مسارات أربع، الأول علمي ضم في جنباته أربعة أعلام هم: محمد الأمين الشنقيطي، ومحمد تقي الدين الهلالي، وعبد الله كنون، ومحمد الحجوي الثعالبي، والثاني حضاري كانت الخصوصية فيه لمالك بن نبي بحكم معالجته للبعد الحضاري، والثالث اجتماعي وتضمن ثلاثة أعلام، هم: أبو بكر زنيبر السلاوي، ومحمد الطاهر ابن عاشور، وعبد الحميد بن باديس، وآخرها السياسي وقد احتفى بعَلَمين هما: علال الفاسي، ومحمد البشير الإبراهيمي.
وفي إطار ما توصلت إليه الدراسة من نتائج يمكن الإشارة إلى ثلاث نتائج رئيسة: الأولى الدور المركزي للقرآن في تأصيل المفاهيم ببعديها الفكري والحركي وخاصة مفهوم الإصلاح، والثانية أن التفسير الإصلاحي هو: ذلكم التفسير الذي يختص بالمقاصد القرآنية الكلية، والمسالك والغايات الإصلاحية في أبعادها العلمية (شرعية وغير شرعية)، والحضارية، والاجتماعية، والسياسية، والثالثة الإسهام الواضح والجلي للمدرسة المغاربية في التفسير في مرحلتها الزمنية الحديثة، وحري بالمشارقة الإطلاع عليها والإفادة منها.