تنطلق الدراسة من "نظرية التباين" التي تفترض أن للغة الأم أثراً بارزاً في اكتساب اللغة الثانية، وأن اللغة الهدف تتأثر بشكل كبير بالأنماط اللغوية والصوتية الخاصة التي اعتادها المتعلم في لغته الأولى. فالمتعلم لا ينفك يفكر بمنطقها ويستعين بقواعدها فتجده سريع الاستيعاب للمفردات والبنى التي لها نظير في لغته الأم، في حين تراه يتعثر في استيعاب القواعد التي تخالفها.
وقد انبثقت فكرة الكتاب أثناء تدريس المؤلف اللغة العربية للطلبة الأتراك، حين لاحظ تكرر بعض الأخطاء لديهم، وملازمتها لعدد كبير من الطلاب على نحو يشبه التواطؤ على ارتكاب أخطاء بعينها، مما دفعه إلى البحث عن سبب هذه الظاهرة من خلال مقارنة أجراها بين اللغتين التركية والعربية، وفق المنهج التحليلي التقابلي، فوقف عند أوجه التشابه والاختلاف بين اللغتين، ثم تنبأ بالأخطاء التي يُتوقع أن يرتكبها الطالب بتأثير من الدور السلبي الذي تلعبه لغته الأم أثناء اكتسابه اللغة العربية.
ويأمل المؤلف أن تعين الدراسة القائمين على إعداد البرامج والمناهج التعليمية في تحديد الصعوبات التي تصادف المتعلم التركي أثناء تعلمه اللغة العربية فيوجهوا عنايتهم نحوها، وتلفت انتباههم كذلك إلى الجوانب المشتركة بين اللغتين علَّهُم يوظفونها في تسهيل قواعد اللغة العربية وتقريبها إلى أذهان المتعلمين الأتراك.