عندما كنت أكتب كتابي الأول عن فلسطين "بين أشجار الزيتون، صورًا من أدب
المقاومة الفلسطيني"، كان لدي هدف واحد فقط. لنكون قادرين على تعريف الأدباء
الفلسطينيين الذين كُتبت أسماؤهم بأحرف ذهبية على ضمير الإنسانية في بلدنا عن كثب.
كل الصور التي رسمتها في ذلك الوقت كانت أسماء ظهرت بعد قيام إسرائيل عام 1948،
أي بعد النكبة.
في كتابي الثاني، حاولت كتابة صور لبعض الشخصيات التي تركت بصماتها في
المجتمع الفلسطيني قبل النكبة وكانت في طليعة المقاومة. لأن نضال الشعب الفلسطيني ضد
الصهيونية لم يبدأ بعد عام 1948، بل قبل ذلك بكثير. وكانت الثورة الفلسطينية الكبرى
1936-1939 أهم مشهد في هذا النضال.
إن الشهيد عزالدين القسام، ابراهيم طوقان، نوح ابراهيم، عبد الرحيم محمود، محمد
عزة دروزة، خليل بيدس، زليخة الشهابي، أسمى طوبي، خليل السكاكيني، ليست سوى
بعض الاسماء التي حاولت ذكرها. هذه الفترة هي تلك الفترة التي التقيت فيها أثناء عملي
بالعديد من الأسماء الجديدة التي تركتني في رهبة وإعجاب، وحاولت إدراج أسمائهم في
كتابي.
أعتقد أنه عمل تعلمت الكثير منه بالأصالة عن نفسي. آمل أن يكون مفيدًا للقارئ
أيضًا.