يبحث الكتاب في بداية التفكير النحوي عندما ظهرت الحاجة إليه. وسلامة البيان والتعبير هو من أهم ما يعتز به الطبع العربي، وقد ارتبط هذا التميز بالقضية الدينية باعتبار اللغة وسيلة فهم النصوص التي يقوم عليها الدين، ووسيلة التعبد بتلاوة القرآن الكريم على نحو سليم، فتحدثنا عن نشأة اللغة ومكانتها بين اللغات الاخرى، وبما ان الإعراب يعد من أهم جوانب اللغة، وأكثرها دقة، وإتقاناً، لأنّ المُعرب يُفترض فيه المهارة اللغوية والصرفية، ودقة الرأي في إعطاء الإجابة الدقيقة للفظ التي تعتمد بداية فهم المعنى الذي يرتبط به ضبط اللفظ، لأنّ الإعراب هو ميزان اللغة القائم على لفظ صحيح في جملة صحيحة المعنى، فقد بحثنا مطولا في هذه الظاهرة وبينا اهميتها وما انتجته للغة العربية، وق ظن الكثيرون أنّ الأخطاء الشائعة هي وليدة العصر الحديث وقد ساعدت في ذلك وسائل الإعلام فكانت هي السبب في انتشار الخطأ الشائع، وأنّ العامة من القدماء لم يكونوا يخطئون، ويقارنون بين لغتنا ولغتهم، وهذا الظن خاطئ، فالأخطاء الشائعة قديمة قِدم اللغة، فالناس متفاوتون في لغتهم وهذا ما اثبته البحث هنا. وايضا تحدثنا عن اهتمّام العرب ببحث الأصوات اللغوية منذ القديم، وكان لسبب ضبط القرآن الكريم، وكانوا يسمّونه "التجويد" وتطرقوا إلى هذا الجانب من جوانب اللغة في بعض أبحاث اللغة والصرف في تعليل بعض الصيغ والألفاظ، فقد فصلنا في بحثنا في مجالات عديدة من مجالات اللغة مابين الوصف والاضافة والحال والاستثناء وغيرها.