يناقش الكتاب شبهةً أثارها بعض الباحثين من دُعاة التغريب وأنصار الحداثة، ملخّصها أنَّ علم أصول الفقه يواجه أزمةً أخلاقيةً، وأنَّ الأصوليين خالفوا مقتضى القِيم والأخلاق في بعض مباحثهم. ويتضمن الكتاب ردوداً علميةً على تلك الشبهات؛ مبتدِئاً بالشبهات المثارة حول نظرية الخبر ومباحث الكتاب والسُّنَّة ومزاعمِ اشتمال ذلك على ما ينافي القِيم، ومروراً بالشبهات المثارة حول مخالفة نظرية الإجماع للقِيم، وانتهاءً بالشبهات المثارة حول قيام التعارض بين ما قرره الأصوليون ومارسوهُ في مبحثَي الاستحسان والعرف من جهة ومقتضى القيم والأخلاق من جهة أخرى.
ويركز الكتاب على بيان الخصائص الفكرية المشتركة لدَى دعاة الحداثة، وتحديد مواضع الخلل فيها، وبيان منافاتها للمنهج العلمي ومقتضيات العقل السليم، إضافةً إلى مخالفتها لِلأخلاق ذاتها. ويكشف الكتاب خطورة المنهج الذي يتبعه هؤلاء؛ لِقيامهِ على ردّ قطعيات الدّين، والتشكيك في مُسلَّماته؛ بحجّة حرية التفكير والتعبير عن الرأي، والتمتع بالتفكير النقدي الذي لا يُسلّم بالمقدس. وكلُّ ذلك بسبب الإعجاب بالقيم الغربية والولاءِ المطلق لها.