ومساويها. وكذلك الأمر بالنسبة لأهل اللكتاب فالكتابية هي صفة من صفات الأمم وقد ضُربَتْ تلك الصفة في القرآن مَثلا وأضيفت إلى اليهود والنصارى تمثيلا وبيانا لا تخصيصا وتقييدا ويصح على هذا المبدأ توجيه الخطاب القرآني {يا بني إسرائيل} إلى بني إسماعيل بقاسم مشترك بينهما هو إرث الكتاب. ذلك أن التاريخ يتكرر لِبني إسماعيل اليوم بمثل ما تكرر به مِن قَبل لبني إسرائيل بعد أن فضّلت كل أمة منهما في تاريخهما الطويل على العالمين. ويَعيشُ أكثرهم اليوم في أوطانهم غرباء غير آمنين أو يعيشون في أوطان غيرهم لاجئين مقطعين كما قطّع بنو إسرائيل في الأرض أممَما وأذِلوا إذلالا. وما أقرب الوصفَ القرآني لتاريخ بني إسرائيل إلى واقع بني إسماعيل اليوم. وعسى أن تكون هذه الدراسة معُونة على الخلاص من الأماني وتبصّرنا بآيات الكتاب وتمهد لنا السبيل إلى توبة نصوح.