يُعدّ أثير الدين الأبهريّ أحدُ البارزين في عصره، القرن السابع الهجريّ. وهو منطقيّ وفيلسوف ومنجّم ورياضيّ، وقد كان فيلسوفًا مشاركًا في كثيرٍ من أنواع العلوم العقليّة كالحكمة -أي: العلم الإلهيّ-، والمنطق، والجدل، والكلام، وعلم الهيئة، والرياضيّات، وعلوم الطبيعيّات وغير ذلك من العلوم.
يعبّرُ الأبهريّ عن هذا السبب تأليف هذا الكتاب: «فإنّي أودعتُ في هذا الكتاب جوامعَ القوانين المنطقيّة، والحقائقَ الحِكميّة على الوجه المشهور، وضمّنتُ فيها ما وَقَعَ لي من الزيادات، وجعلتُها مُلْحَقةً بأنواع العلوم الرياضيّة مع اختصارِ البراهين، وإيجازِ الطرق جريًا على مقتضى الالتماسِ، وسمّيتُه كتاب مراصد المقاصد، وهو مشتملٌ على أربعة أقسام» وبناء على هذا العبارة يمكن القول بأنّ الأبهري أهدف إلى تلخيص علوم المنطق والعلم الإلهيّ والعلم الطبيعيّ وعلوم الرياضيات وفق المنهج المشّائيّ في فلسفة ابن سينا.
ويشتملُ كلّ من هذه العلوم على مراصد وفصول ومباحث، وعلم المنطق يشتمل على خمسة مراصد، والعلم الإلهيّ يشتمل على ستّة مراصد، والعلم الطبيعيّ يشتمل على خمسة مراصد. ومن أهمّ سمات مراصد المقاصد وأهميّته هو أنّ هذا الكتاب هو نتيجة محاولةٍ لتقديم فلسفة ابن سينا بأسلوب تعليميّ وبشكل ملخّص.